شهــود الــزور والزنــا السياســي
د.نسيب حطيط
كثيرا ما تخلى الأباء والأمهات عن الأبناء غير الشرعيين(أولاد الزنا)ورميهم على الأبواب ،للهروب من العار فيتحولوا الى (لقطاء) بلا هوية.
أما العمل السياسي غير الشريف،فإنه يستولد أبناء غير شرعيين من طبقة(اللقطاء)الفقراء أو الانتهازيين لتوظيفهم بصفة(شاهد زور) والشواهد التاريخية كثيرة حيث يتقاضى(الشاهد)أجره المادي،ويربح المفبرك والصانع القضية على أنقاض العدالة.
لكن في بلد الغرائب والعجائب المسمى لبنان،فإن حكاية(شهود الزور)لا ا مثيل لها في التاريخ ،إما استخفافا بعقول الناس،أو صلفا و إرهابا دوليا ، وتصوروا هذه الحكاية المسماة( المستور من شهود الزور):
- شهود من جنسيات مختلفة(لبنانية-سورية-فلسطينية..)من فئات معدومة اجتماعيا وسياسيا(محكوم بالمخدرات-سائق-عامل...)يشهدون كمشاركين في أضخم عملية اغتيال سياسي...؟.
- شهود زور،يتنقل ملكهم(محمد زهير الصديق)من بلد لآخر، مطلوب لأكثر من قضاء،لكنه بحماية مجهولة-معلومة-يبقى حرا وطليقا بل ويصرح عند الضرورة،كتسجيلات بن لادن الشهيرة...!
- شهود الزور،أقوالهم تسجن الضباط الأربعة،وتتهم سوريا،وبعدها حزب الله ...لكن لم يحلفوا اليمين...وليسوا(شهود زور)...؟
- شهود زور،لا أباء لهم، ولا مصنعين، لكنهم بأحسن حال،لا يستطيع أحد الوصول إليهم، فهم بحماية المحكمة الدولية و (بان كي مون).
- شهود زور،مع وقف التنفيذ،فهم لا زالوا شهودا تشك المحكمة بصدقيتهم ،فإذا أخذت أقوالهم في القرار الظني وفق المصالح الأميركية فيصبحوا شهودا ذوو مصداقية،وإذا أهملت أقوالهم واستبدلتهم بشهود جدد يصبحون عندئذ شهود زور مع حق الحماية، بحجة عدم صلاحية المحكمة الدولية ،ولا قدرة للقضاء اللبناني على محاكمتهم لعدم عرقلة القضاء الدولي،والمحصلة أن(شهود الزور)يملكون الحصانة الدولية والإقليمية المحلية،ومع ذلك لا أحد يعترف بهم ،فالمعارضة والضباط الأربعة يلاحقون قضيتهم ،وقوى14آذار تعد بكشف المستور وتتبرأمنهم ، بل وتزايد بأنهم عملت بالاحتياط والحذر في شأن تبني أقوالهم...
وبالتالي شهود الزور لا أباء لهم (فهم أولاد زنا)قضائي وسياسي ولا بد من إدخالهم الاصلاحيات أو دور الحضانة،لرعايتهم اجتماعيا من نافذة إنسانية،لأهل الخير والعطاء وهذا ما يتم تأمينه (لزهير الصديق)حتى لا يضيع ويتشرد فتؤمن له الجوازات المزورة أو الحقيقية والمصاريف من (فاعل خير)مجهول الهوية ظاهريا حتى لا تعلم يده اليسرى ما فعلته اليد اليمنى من إثم وتوقيع مزور،يكاد يطيح بالوطن فتنة وخرابا،استكمالا لما فعلته إسرائيل بحروبها واغتيالاتها.
والأسوأ من ذلك أن شهود الزور لا يهددون الأمن الوطني،بأقوالهم التي ستتهم فريقا لبنانيا واستطرادا طائفة بأكملها وفق ما قاله أحد الأذاريين بأن المشكلة مع(المذهب المسلح)وليست مع المحكمة الدولية، ومع ذلك يقول البعض أن لا شهود زور،وإذا وجدوا.. فهم لم يعترفوا بهم ،وعلى القضاء أن ينتظر(خراب البصرة)بعد القرار الظني المرتقب.
الظاهر أننا نعيش عصر التزوير وقلب الحقائق،ومنها أن إسرائيل تريد السلام والفلسطينيون لا يرغبون بذلك... إسرائيل تلتزم بالقرار1701(مع كل الخروق)والمقاومة تنتهكه بالتسلح غير المرئي وغير المثبت، إيران تنوي تطوير صناعتها النووية ويجب معاقبتها على (النوايا )وإسرائيل تحتفظ بمئات الرؤوس النووية ولا يعاقبها أحد ولا يحاصرها أحد بل تفتح أمامها العواصم العربية للتحالف معها ضد إيران (الشيعية).
الغرب وأميركا يطالبون بحماية حقوق الإنسان ويتظاهرون تأييدا لامرأة إيرانية قتلت زوجها وارتكبت الفاحشة،ولا يثورون لمعاقبة الجنود الأميركيين الذين قتلوا المدنيين العراقيين(للتسلية) أو ضد مجرمي سجن أبو غريب،أو للطيارين الذين لا زالوا يقتلون "خطأ "المدنيين الباكستانيين والأفغان.
لا بد أن نرفع دعوى ضد أميركا وحلفائها،ثأرا لكرامتنا لأنهم يسخرون منا ويتعاملون معنا كأغبياء،لنصدقهم،بأنهم مع العدالة والحرية وحقوق الإنسان... لكنهم مع القوة والبطش والطغيان...القانون ما يكتبون ليحققوا مصالحهم...والإرهاب كل فعل أو قول يواجهه إحتلالهم واستعمارهم وعدالتهم(المزورة).
أيها اللبنانيون كلنا ضحايا، نتيجة سياسة الانتقام والعقاب،التي تمارسها أميركا عبر المحكمة الدولية، الانتقام من حلفائها الذين لم ينتصروا وخيبوا أمالها، والعقاب من أعدائها المقاومين الذين هزموا مشروعها...فهل نستيقظ ونمنع الفتنة..؟.